الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية الشيخ الأمين التليلي: هذا هو الحزب الذي سيفوز في الانتخابات القادمة

نشر في  01 أكتوبر 2014  (11:37)

انّ الحزب الذي يحبّه الشعب ويعشقه هو الذي سيغزو قلبه وعقله ومقلته وفؤاده وهو الذي إذا أعطى تألّق واذا فكّر سبق واذا قال صدق واذا اختار تميّز وتفرّد وأقنع..
انه الحزب الذي لن يضمّك ولن يستحمق ولن يستغبي ناسا لهم أعين يبصرون بها وآذان يسمعون بها وعقول يفقهون بها ويميزون ويقارنون ويرجحون عن علم وبصيرة ودراية واقتدار، انّه الحزب الذي لن يروّج لمعسول الكلام ولا لمخدّر البيان ولا لمزوّق العبارات.
انّ الناس بفطرتهم وسجيّتهم وتجربتهم، لا يصدّقون الا الحياة في جانبها العملي الميداني الموضوعي الواقعي، الناس لا يحبون من الأحزاب التي تقول لهم سأفعل، وسأعمل وسوف أنجز وسوف أحقّق.. الناس يخشون «س» وهم اعداء لـ«سوف» وأخواتها.. الشعب يريد ان يعرف ماذا ستقدّم الأحزاب أولا وماذا ستعطي هذه الأحزاب وتبذل من مالها وايثارها ومصالحها وجهدها وثرواتها ومكاسبها وطاقاتها لصالح الشعب.. وأعني رموز الأحزاب وهذا ما يجعلني ادخل صلب الموضوع وجوهره الذي بمقتضاه سيكون هذا الحزب فائزا ـ في ظني ـ أقول يجب أن يُعلن هذا الحزب في حملته وأمام الملأ ورؤوس الاشهاد وفي مقدّمتهم وسائل الإعلام ويشهد على ذلك المجتمع المدني كلّه.. انّه في صورة نجاحه واختياره من قبل الشعب:
أوّلا: سيفسح المجال لمكوّنات المجتمع ومؤسساته المدنية المتألقة  سياسيا وحقوقيّا واقتصاديا وتربويا واجتماعيّا وأمنيا.. لاختيار وجلب التونسيين العظماء والعباقرة والعمالقة من ذوي الألباب والرأي والخبرة والتجربة والكفاءة.. من المستقلين في شتّى التخصّصات (فالأرض تزخر بهم وتفخر) ليكوّنوا ثلثي أو نصف أو ثلث المقاعد المخصّصة قانونا للحزب الفائز.. أي انّ الحزب سيتنازل لهؤلاء خدمة لتونس وشعبها وديارها وأرضها.. ليتشكّل من جناح الحزب الفائز فريق يجمع بين قسم من هؤلاء وقسم من أكفّاء الحزب ذاته.
وفي هذا اعتراف من هذا الحزب انّه لا يملك الحقيقة المطلقة، ولا الطاقة  الفاتقة الناطقة لانصاف تونس باخراجها من حالها الى حال أزكى وأعلى.. فضلا عن كون الاستحقاق العددي لا معنى له أحيانا، وبديهي ان تحسب دائما في التصويت على المشاريع كل الأصوات للحزب الفائز الذي جلبهم ومكّنهم..
ثانيا: أن يختار كذلك من بين وزرائه الأكفأ والأعلم والأقدر، المهمّ ان يحكم تونس خيارها وكبارها علماؤها وخبراؤها وعظماؤها.
ثالثا: ان يعلن هذا الحزب ويشهد الاشهاد عبر كل الوسائل المتاحة انّ جميع اعضاء المجلس التأسيسي التابعين له سيتنازلون لفائدة الشعب عن ربع أو ثلث أو نصف رواتبهم ومنحهم التي كفلها وحدّدها القانون، لتُنزّل في صندوق بعث المشاريع لتشغيل العاطلين عن العمل.. أمّا المستقلون المنضوون تحت هذا الحزب فهم مخيّرون بين التنازل من عدمه.
رابعا: يتعهّد الحزب باقتطاع جزء من راتب كل مسؤول سام يتبعه من ولاة ومعتمدين ومن على شاكلتهم وجوبا.. كما يسهم المنخرطون العاديون بشكل أو بآخر في هذا العطاء والسخاء والتنازل لصالح الخزينة ولصالح الشعب ولصالح المصلحة العامّة.
والخلاصة: ـ انّ هذا الحزب سيتنازل لصالح الشعب تنازلين عظيمين أ) تنازل يهم الإدارة والتّشريع والتفكير وتدبير شؤون الدولة فكرا وتشريعا وتنفيذا.
ب) تنازل مادي، مالي من رجالات الحزب ورموزه وأتباعه لصالح الشعب وقضاياه وشواغله.. لقد فعلها غيرنا بالأمس القريب وبالأمس البعيد، فهل يعجز عنها من يردّد «شعبنا ثورتنا وشهداؤنا»..
ـ انّ افقر رئيس في العالم هو رئيس الأوروغواي يدفع 90 ٪ من راتبه لصالح الشعب
ـ ان أفقر رئيس وزراء في العالم من النيبال
ـ سخّر الجراح السويسري «ريشنار» كل أمواله وثرواته لبناء مستشفى ومسرح في كامبوديا.. ويشرف على الكل بنفسه
ـ العالم يزخر اليوم بنبلاء حفروا التاريخ بسخائهم
ـ فعلها أهل المدينة المنوّرة بدفعهم لنصف ممتلكاتهم لمهاجري مكة.
ـ فعلها استاذ الانسانية أجمعين في الإيثار والبذل والجود، والتفكير في الآخر إذ لا يبيت في بيته شيء قلّ أو أكثر وهو محمد ے.
ـ ان التاريخ يُصنع ولا يكتب ويخط ويحفر بالذي يعطى للآخر لا بالذي يؤخذ منه.. وبالإيثار لا بالأثرة.. وغير هذا هو طلب المناصب وجلب المكاسب.. على حساب رغيف غداء وعلبة دواء وخرقة كساء!!
أكتب هذا ـ على استحياء ـ بعدما تأكد لديّ ان السياسة اليوم «يورور» فيها ويكتب من هبّ ودبّ الكبير والصغير وحتى الي يمرد على الحصير.